جرت
العادة على خروج جميع المصريين (مسلمين ومسحيين) إلى الحدائق والمتنزهات
في يوم عيد شم النسيم وهو يوم يبتهج فيه الناس ويتناولون فيه أنواعا معينة
من الطعام كما أن الاحتفال بهذا اليوم له طقوس معينة منها تلوين البيض
باللون الأحمر ووضع البصل أمام أبواب البيوت إلى غير ذلك من مظاهر
الاحتفال التي اختصت بهذا اليوم والتي درج عليها المصريون؟ فما حكم
الاحتفال بهذا اليوم؟المفتي: الشيخ عصام الشعار (عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) الجواب: بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فالإسلام
لا يحرم على المسلم أن يتمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه وسياحة في
الأرض ما دام في الإطار المشروع، والأصل في ذلك قوله تعالى "
يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" –المائدة: 87- ، وقوله سبحانه: "قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" –الأعراف: 32-.
وعلى
هذا فلا حرج في خروج المسلم إلى الحدائق والمتنزهات ولكن الذي يحرم هو أن
يأتي المسلم أفعالا يكون فيها انتقاصا من دينه وعقيدته، فالمسلم مطالب بأن
يكون على وعي وبصيرة، كما أنه مطالب بأن يكون متميزا في شخصيته، فلا يقلد
غيره تقليدا أعمى دون وعي وبصيرة، فيقع تحت طائلة قول النبي صلى الله عليه
وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب
لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟" متفق عليه.
ولما
كان الأمر كذلك فلا يجوز للمسلمين مشاركة غير المسلمين في الاحتفال باليوم
الذي يعرف بـ "شم النسيم"، وذلك لأمر لا علاقة له بالخروج إلى الحدائق ولا
علاقة بتناول طعام بعينه أو شراب، وإنما لأمر يتعلق بالعقيدة، فعيد شم
النسيم هو من الأعياد المتعلقة بعقائد فرعونية ويهودية ونصرانية، ولهذا
يحرم المسلم مخالطة غير المسلمين للدرجة التي يشاركه فيها في أمر يتعلق
بعقيدته.
فلماذا نحرص على شم النسيم في هذا اليوم بعينه، والنسيم موجود في كل يوم؟!
إنه
لا يعدو أن يكون يومًا عاديًا من أيام الله حكمه كحكم سائرها، بل إن فيه
شائبة تحمل على اليقظة والتبصر والحذر، وهي ارتباطه بعقائد لا يقرها
الدين، حيث كان الزعم أن المسيح قام من قبره وشم نسيم الحياة بعد الموت.
[center]
لمحة تاريخية عن عيد شم النسـيم[1]: عيد
شم النسيم أو الربيع - كما يطلق عليه- فهو أحد أعياد مصر الفرعونية، وترجع
بداية الاحتفال به بشكل رسمي إلى ما يقرب من 4700 عام (270) قبل الميلاد،
وترجع تسمية "شم النسيم" إلى الكلمة الفرعونية (شمو) وهي كلمة
هيروغليفية، ويرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا
يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وفيه بدأ خلق العالم. وأضيفت كلمة (
النسيم) إليه لارتباط هذا اليوم باعتدال الجو، حيث تكون بداية الربيع.
ولا بد من الإشارة أن اليهود من المصريين - على عهد سيدنا موسى عليه
السلام- قد أخذوا عن الفراعنة المصريين احتفالهم بهذا العيد، وجعلوه
رأساً للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم " عيد الفصح" والفصح: كلمة عبرية
تعني: ( الخروج أو العبور) وذلك أنه كان يوم خروجهم من مصر، على عهد
سيدنا موسى عليه السلام. وعندما دخلت المسيحية مصر عرف ما يسمى بـ:"عيد
يوم القيامة" والذي يرمز إلى قيام المسيح من قبره - كما يزعمون -
واحتفالات النصارى بشم النسيم بعد ذلك جاءت موافقة لاحتفال المصريين
القدماء، ويلاحظ أن يوم شم النسيم يعتبر عيداً رسمياً في بعض البلاد
الإسلامية تعطل فيه الدوائر الرسمية! كما يلاحظ أيضاً أن النصارى كانوا
ولا يزالون يحتفلون بعيد الفصح ( أو عيد القيامة) في يوم الأحد، ويليه
مباشرة عيد شم النسيم يوم الاثنين. ومن مظاهر الاحتفال بعيد ( شم النسيم)
أن الناس يخرجون إلى الحدائق والمتنزهات بمن فيهم النساء والأطفال،
ويأكلون الأطعمة وأكثرها من البيض، والفسيخ ( السمك المملح) وغير ذلك.
والملاحظ أن الناس قد زادوا على الطقوس الفرعونية، مما جعل لهذا العيد
صبغة دينية، سرت إليه من اليهودية والنصرانية، فأكل السمك والبيض ناشئ عن
تحريمهما عليهم أثناء الصوم الذي ينتهي بعيد القيامة ( الفصح) حيث يمسكون
في صومهم عن كل ما فيه روح أو ناشئ عنه، كما أن من العادات تلوين البيض
بالأحمر، وربما كانوا يرمزون بذلك إلى دم المسيح ( المصلوب) حسب اعتقادهم
الباطل المناقض للقرآن الكريم، وإجماع المسلمين المنعقد على عدم قتل
المسيح وعدم صلبه، وأنه رفع إلى السماء كما يقول الله جل وعلا في محكم
كتابه: "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ
وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ
مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً.بَلْ
رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً
حَكِيماً" (النساء:157-158).
شوف بعض الصور
http://images.bokra.net/new/598014.j pg
[/center]