منتديات إذاعة صوت الحياة - فنان
منتديات إذاعة صوت الحياة - فنان
منتديات إذاعة صوت الحياة - فنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إذاعة صوت الحياة - فنان


 
الرئيسيةموقع اذاعة صوت الحياةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بس الله اول موضوع عن بلادي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عطر المطر
اداة الموقع
اداة الموقع
عطر المطر


عدد الرسائل : 1388
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

بس الله اول موضوع عن بلادي Empty
مُساهمةموضوع: بس الله اول موضوع عن بلادي   بس الله اول موضوع عن بلادي Icon_minitimeالخميس يونيو 30, 2011 2:27 pm



بس الله اول موضوع عن بلادي 006



بس الله اول موضوع عن بلادي 166258387_569f57a072

تراث مذهل

إن مجرد ذكر اسم مكتبة الإسكندرية يثير الخيال، ويذكرنا بالماضي العظيم لتراث مشترك، ليس فقط بين اليونان ومصر؛ ولا حتى منطقة البحر المتوسط بأسرها، ولكنه تراث مشترك للإنسانية جمعاء، إذ إنه في مكتبة الإسكندرية القديمة تفتحت أعظم تجارب العقل البشري منذ ٢٣٠٠ عام مضى، نجح الإسكندر الأكبر، تلميذ أرسطو في أن يحقق حلمه الخاص بالثقافة والفتوحات، وتوحيد العالم وبدء عصر جديد على أرض مصر الخالدة. واختار الإسكندر موقعاً لعاصمته الجديدة وهي الإسكندرية، وقام خلفاؤه في مصر وهم البطالمة ببناء مدينة الإسكندرية وجعلوها العاصمة الثقافية للعالم.

وقد قسمت المدينة من الداخل على أساس العرقيات أو الجنسيات التي كانت تقطنها أو تقيم فيها فكان هناك:
_ حي للمصريين وهم أهل البلد الأصليين وفي هذا الحي أقيم معبد«السيرابيوم»الذي اعتبر أهم مبنى في المدينة.
_ حي البروكيوم أو ما أطلق عليه الحي الملكي اليوناني المقدوني الذي كان يحتل واجهة الميناء الكبير كلها. ويضم الحي الدواوين الحكومية والمباني العامة الفخمة وضريح العظماء«سوما»والمتحف الكبير بمكتبة ذائعة الصيت موضع حديثنا وملحقاتها المتعددة مسرح المحاضرات العامة والمرصد الفلكي.
_ الحي اليهودي فقد كان يعدل الحي اليوناني من حيث الاتساع، ولم يكن بمثابة جيتو لليهود لكنه كان مدينة قائمة بذاتها تحكمها الاتنارش اليهودي مباشرة، وكانت هناك معارك مستمرة بين اليونانيين واليهود في الإسكندرية مما دعا لإلغاء الامتيازات الخاصة الممنوحة لهم .

وقد خططت مدينة الإسكندرية تخطيطاً رائعاً على شوارع واسعة عريضة بزوايا قائمة على شوارع جانبية عريضة أيضاً، وغطيت معظم مبانيها بالرخام. وكانت باحات الشوارع تزين بالآثار التي يبرز بينها عدد كبير من المسلات وأبو الهول، وكانت المساكن حتى في المناطق المتواضعة تبنى من حجر ولا تستخدم فيها الأخشاب لمقاومة الحرائق. ولم تلبث المدينة أن توسعت خارج الأحياء الثلاثة الموجودة على الشريط الأساسي للمدينة، ونشأ خارج تلك المناطق أسواق تجارية كبيرة ومصانع مختلفة ومعاهد للثقافة والفكر أبرزها وأجملها مباني المعهد العلمي«الجمنلزيوم»ذات الأروقة المعمدة وكان المتحف جزءاً لا يتجزأ من القصور الملكية، وفيه ممشى عام، تنتشر على جانبيه مقاعد بالإضافة لبيت كبير يجتمع فيه العلماء من كل حدب وصوب. ولم يكن المتحف مكاناً لتجمع التحف بل كان في حقيقة الأمر أكاديمية كاملة للدرس والبحث العلمي، وكان العلماء يقيمون فيه بالمجان يدرسون ويبحثون ويكتبون في كل مجالات المعرفة البشرية .

ولم يكن المتحف مكاناً لتجمع النباتات والحيوانات اللازمة للبحث والدرس، لكنه فوق ذلك كان المكان الذي لا نظير له في جمع وتنظيم أكبر مجموعة من مصادر المعلومات في العالم القديم من خلال المكتبة التي مثلت أحد ملحقات المتحف الأساسية وكانت ترتبط بمباني المتحف عن طريق بهو من أعمدة الرخام الأبيض وتضم عشر صالات واسعة، وكانت جدرانها مقسمة إلى خزانات مرقمة ومعنونة وفي كل خزانة ترتب الكتب التي تحوي الحكمة والعلم والمعرفة التي تراكمت عبر القرون .
وقد خصصت كل صالة من الصالات العشر لأحد فروع المعرفة البشرية حسب التصنيف العشري الهلليني للمعرفة، وقد أنشأ المكتبة مع نهاية عصر الكتاب اليونانيين العظام أرسطو وديموثتر، وكانت أهم إنجاز في الحياة الفكرية على مستوى البشرية عندئذ.

ومن أهم المنشآت التي تميزت بها الإسكندرية القديمة معبد السيرابيوم الذي أقيم على ربوة عالية في الحي المصري القديم«راقودة«. وفي هذا المعبد كان المصريون واليونانيون على السواء يتعبدون في الصلوات الجماعية تحت قيادة كاهن واحد مشترك. ومن المعروف أن المكتبة الصغرى للإسكندرية كانت قد وضعت في هذا المعبد .

وازدهر في العصر الاهليني فنون التصوير والنحت إلى جانب العلوم الطبيعية النظرية والتطبيقية.. وقد واكب هذه الحركة العلمية الثقافية الفكرية ازدهار حركة التأليف والترجمة وقد اعتمدت حركة النشر على ثلاثة روافد، هي تحقيق التراث القديم وتدوينه، إذ كان الشعب اليوناني يميل للنقل الشفوي للمعلومات، بالإضافة إلى الترجمة حيث حرص الإسكندر الأكبر على نقل تراث الشعوب المفتوحة إلى اللغة اليونانية، وهناك أيضاً التأليف الجديد، فقد قام المؤلفون في عموم الإمبراطورية الجديدة بوضع المؤلفات في كل المجالات والموضوعات باللغة اليونانية التي أصبحت لغة العلم والأدب.

وقد انتشرت المكتبات الخاصة في تلك الحقبة انتشاراً كبيراً بسبب انتشار التعليم والبحث العلمي يضاف إلى ذلك المكتبات الرسمية التي بدأت منذ زمن الإسكندر واستمر مدها بعد وفاته وعظمت حركتها في الحقبة الهللينية

تأسيس وقيام مكتبة الإسكندرية القديمة:

فقد دار جدل كبير حول منشئ المتحف والمكتبة فهناك من يقول بأنه«بطليموس الأول»وثمة من يقول بأنه«بطليموس الثاني فيلادلفوس»غير أن معظم الآراء أجمعت على أن الفكرة نبعت من«ديمتريوس الفاليري»الذي عاصر الملكية وقد لعب دوراً مهماً في جعل الإسكندرية أثينا الثانية في عالم العلم والأدب.
وقد بدأت الفكرة بأن اوعز ديمتريوس إلى بطليموس الأول بأن يستقطب من أثينا العلماء والمفكرين والفلاسفة من أقرانه من مدرسة الليسيوم، وعندما اقتنع الملك بالفكرة كان لا بد من إنشاء أكاديمية لهم على غرار الليسيوم أو أكاديمية أفلاطون، تجمعهم وتدبر لهم فيها أسباب العيش والعمل ومن هنا فكر بطليموس في إنشاء المتحف الذي تحول إلى أكاديمية على غرار مدارس أثينا.

وقد ظل«ديمتريوس الفاليري»في بلاط«بطليموس الأول»إلى أن توفي عام 283ق.م فتبدل الحال وغضب عليه بطليموس الثاني وأبعده عن البلاط وعن الإسكندرية في أبو صير حيث توفي ودفن هناك (ص42 من الكتاب).

ومن هنا يتأكد أن«بطليموس الأول»هو مؤسس المكتبة. وقد كان المتحف يمول كلية من قبل الدولة وكان العلماء والباحثون في المتحف يتقاضون إلى جانب الإقامة الكاملة من سكن وطعام وانتقالات رواتب شهرية كانت تتراوح ما بين«تالنت»واحد وخمسة«تالنت»شهرياً على حسب الدرجة والمقام.

ورغم أن المتحف قد تأثر بالظروف السياسية باعتباره مؤسسة حكومية ممولة من قبل الدولة ويعين رئيسه ومديره والباحثون بموافقة الملك، إلا أنه لم يقف عن العمل وممارسة النشاط حتى بعد زوال ملك البطالمة ودخول مصر والإسكندرية حوزة الحكم الروماني .

وقد حرص الأباطرة الرومان هم الآخرون على استقطاب العناصر العالمة إلى المتحف وقد قام كثير من العلماء بإضافات علمية لها شأنها من بينهم«هيرون»الذي اخترع عدداً من الآلات الميكانيكية و«كلوديس بطليموس»عالم الفلك والجغرافي الشهير«جالينوس»و«فيلون»و«أفلوطين»أصحاب المذاهب الفلسفية المجددة.

وسواء نشأ المتحف حول المكتبة أو كانت المكتبة تابعة للمتحف فقد كانت مؤسسة قائمة بذاتها وفاقت شهرتها شهرة المتحف .

ومما يؤكد استقلال المكتبة عن المتحف انعزالها بإدارة خاصة يرأسها من يعينه الملك بقرار متفرد ويلاحظ أن رؤساء المكتبة قد جاءوا من مناطق مختلفة وجنسيات متعددة مما يؤكد عالمية المكتبة.

مجموعات مكتبة الإسكندرية القديمة:

وعندما عرف تجار الكتب أن هناك سوقاً للكتب في الإسكندرية أسرعوا إلى مصر لبيع أندر الكتب وأثمن الوثائق للبطالمة.

كما كانت المكتبات الشخصية مجالاً خصباً لتغذية مكتبة الإسكندرية بمجموعات كبيرة كما هو الحال بالنسبة لمكتبة أرسطو ومكتبة تيوفراستوس.

ومن طرق الحصول على الكتب، تفتيش حمولات السفن التي كانت ترسو في ميناء الإسكندرية ومصادرة أية كتب توجد على متنها وتستنسخ منها نسخ فقط تعطى لأصحابها ويحتفظ بالأصول في المكتبة مع أية تعويضات تطلب إذا كانت هناك أية مشاكل في هذا الإجراء.

ومن خلال هذه الطرق تجمع عدد ضخم من الكتب شمل الإنتاج الفكري اليوناني المكتوب كله، وربما تكون المكتبة الرئيسية قد ضاقت بما تجمع فيها من كتب، مما استدعى إنشاء مكتبة فرعية لها في معبد السيرابيوم. وليست هناك أرقام محددة عن حجم المجموعات أو عدد الكتب التي كانت موجودة في المكتبتين. وقد أعطى الكتاب الإغريق أرقاماً مختلفة عن عدد الكتب (اللفافات) التي كانت مقتناه في المكتبة، ويجب أن نعرف أن اللفافة الواحدة قد تنطوي على عدد من الأعمال كما أن الكتاب الواحد قد يقع في عدد من اللفافات.

وتشير الأرقام إلى أن المكتبة الرئيسية بالمتحف كانت تضم 400 ألف لفافة غير مصنفة و90 ألف لفافة و800 مرتبة ومصنفة. وهذه الأرقام تسجل ما كانت عليه المجموعات في زمن كاليماخوس الذي توفي في سنة ما بين 235و240ق.م وتؤكد الوثائق أن أقصى رقم وصلت إليه المجموعة هو 700 ألف مجلد حتى القرن الأول قبل الميلاد، أي قبل الحريق الجزئي الذي عساه يكون قد وقع مع ضرب«يوليوس قيصر»للإسكندرية. ومن المؤسف أنه ليست لدينا أرقام مؤكدة بعد ذلك التاريخ وبعد تعويض كليوباترا كما قيل بمكتبة برجاموم بعد سقوطها في يد أنطونيو عام 41ق.م والتي قدرت بنحو 200 ألف لفافة، وكانت فخراً للملوك الاتاليين، كذلك فمن الصعب معرفة الاتجاهات الموضوعية لمقتنيات المكتبة حيث لم يصلنا حتى الفهرس الذي وضعه كاليماخوس للمجموعات.

ويؤكد الكاتب أن هناك مجهوداً خرافياً بذل في فهرسة وتصنيف مقتنيات مكتبة الإسكندرية على يد كاليماخوس ومعاونيه، وكان كاليماخوس يوصف بأنه أبو الببليوجرافيا فقد أعد عدداً من الببليوجرافيات والفهارس من بينها قائمة بأعمال كتاب المسرحيات الأثينيين وقائمة بكتابات ديموقريطس وأهم أعماله على الإطلاق هو فهرس مكتبة الإسكندرية.

وقد قسم كاليماخوس فهرسه إلى أقسام رئيسية وكل قسم يضم شعباً تنقسم بدورها إلى فروع. ولم يصل سوى ثلاثة فقط من الأقسام الرئيسية هي الخطابة والقوانين والمتفرقات.

وقد شعر اريتوفانيس البيزنطي مدير المكتبة فيما بعد بضرورة إعداد إصدار منقح من فهارس كاليماخوس، ورغم أن ذلك كان عملاً أصلياً قام به شخص له وزنه غير أنه اعتمد على الأسس الأولى التي وضعها كاليماخوس، وقد ضاعت فهارس اريستوفانيس كما سبق أن ضاعت فهارس كليماخوس وهو ما شكل خسارة فادحة تسببت في طمس معالم علوم العصور القديمة كلها ودفعت بالبشرية إلى ظلام العصور الوسطى رؤساء المكتبة .

وكان منصب رئيس المكتبة من أكبر المناصب الرسمية فى الدولة وأرفعها شأنا ، لذا كان يعين من قبل الملك ويختار عادة من بين كبار العلماء والأدباء ، وكانوا هم أنفسهم ممن شاركوا فى إثراء الحركة العلمية فى الإسكندرية. لم يتفق المؤرخون على قائمة بعينها بأسماء أمناء المكتبة طيلة تاريخها (رغم اتفاقهم على أن ديميتريوس الفاليري هو مؤسسها) ، لكن وفقا للقوائم الواردة بالمصادر التاريخية أمكن التوصل إلى الحصر الآتي:
زينودوتوس من إفسوس (حوالى 285 – حوالى 270 ق.م.) _أبوللونيوس الرودسى (حوالى 270 – 245 ق.م.)
إيراتوسثينيس القورينى (245 – 1/204 ق.م.) _أريستوفانيس البيزنطى (1/204 – 6/189 ق.م.)
أبوللونيوس (النحوى) (6/189 – 175 ق.م) _أريستارخوس الساموتراقى (175 – 145 ق.م.)
كوداس (الرماح) (145 – 116 ق.م

إلي لقاء في نهايه البحث

العدد القادم
من حرق مكتبه الإسكندرية؟

احبكم بل الله اختكم انا انا

بس الله اول موضوع عن بلادي 3760508152


عدل سابقا من قبل عطر المطر في الخميس يونيو 30, 2011 2:46 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عطر المطر
اداة الموقع
اداة الموقع
عطر المطر


عدد الرسائل : 1388
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

بس الله اول موضوع عن بلادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس الله اول موضوع عن بلادي   بس الله اول موضوع عن بلادي Icon_minitimeالخميس يونيو 30, 2011 2:30 pm

ما هى القيمة العلمية لمكتبة الإسكندرية ؟!

بداية .. وإمعاناً فى تجريد الحقيقة وإصراراً فى الضغط على الجرح ليس بهدف الألم , ولكن بهدف الكشف عن جسامة الجرم وهول المأساة التى لحقت بالإنسانية , سنورد لمحة تاريخية مختصرة عن قيمة تلك المنارة الثقافية والصرح العلمى , والتى كانت تعد على الإطلاق أعظم إنجازات العقل البشرى فى تاريخ العلم والثقافة والأدب , والتى كانت هى بحق أعظم كنز جادت به محافل العلم ...

فلقد قام الإمبراطور بطلميوس الأول ( المعروف باسم سوتير ) فى عام ٢٨٨ قبل الميلاد بتأسيس هذه المكتبة , وعهد إلى " ديميتريوس الفاليرى " بمهمة الإشراف والتنفيذ ... ولقد كان هذا الصرح العلمى يتكون من أكاديمية للعلوم ، ومركز للأبحاث ، ومكتبة تضم ما يقرب من ٠٠٠,٧٠٠ لفافة ، أى ما يعادل أكثر من ١٠٠.٠٠٠ كتاب من الكتب الحديثة المطبوعة ... ولقد كانت هذه المكتبة تضم ثلاثة مبان هى ...
1 - المكتبة الأم ... وتقع فى الحى الملكى للمدينة , وكان بها النسخ الأصلية للمجلدات.
2 - مكتبة صغيرة ... وتقع فى معبد الإلهة سيرابيس إلهة العبادات الدينية بالإسكندرية , والمسمى " معبد السرابيوم " ويقع فى القسم الجنوبى من المدينة , وكان بها نسخ منسوخة عن المجلدات الأصلية التى فى المكتبة الأم.
3 - مبنى إضافى لتخزين الكتب ... وكان يقع على الميناء فى القسم الغربى من المدينة وهو المعروف باسم " الحي الشعبى ".
ولقد أتى إلى هذه المكتبة بهدف تبادل الأفكار بل والدراسة فيها أيضاً أعظم مفكرى وفلاسفة وشعراء وعلماء العالم من كل مكان وفى كل مجال , بل وهم من يرجع إليهم الفضل فى إرساء قواعد الحضارة والمعرفة فى شتى فروع العلم ...

ويمكن على سبيل المثال وليس الحصر أن نسرد بعضاً من أهم الأسماء التى يرجع لها الفضل فى تثبيت وترسيخ قواعد العلوم الحديثة ممن أتوا ودرسوا فى مكتبة الإسكندرية. ومن أمثلة هؤلاء ...
1 - أريستارخوس أول من اكتشف بأن الأرض تدور حول الشمس ، وذلك قبل ١٨٠٠ عام من اكتشاف كوبرنيكوس لهذه الحقيقة.
2 - إيراتوسثينس وهو أول من أثبت أن الأرض كروية ، وحسب محيط الكرة الأرضية بدقة مذهلة. كما تحدث عن إمكانية الإبحار حول العالم ، وذلك قبل ١٧٠٠ عام من قيام كولومبوس برحلته الشهيرة والتى اكتشف فيها أمريكا.
3 - هيبارخوس وهو أول من وضع أطلس للنجوم ، وحسب السنة الشمسية بدقة.
4 - الشاعر اليوناني العظيم كاليماخوس الذى يعد هو أول من وضع فهرس للكتب مقسمة تبعاً لمواضيعها ومؤلفيها ، ولذلك اعتبر كاليماخوس أباً لعلم المكتبات "Library Science".
5 - إقليدس وهو الذى وضع مبادئ علم الهندسة التى مازالت تدرس حتى الآن فى جميع المدارس حول العالم.
6 - هيروفيلوس وهو أول من حدَّد بأن المخ هو العضو المتحكم في جسم الإنسان ، بادئاً بذلك عصراً جديداً فى مجال الطب.
7 - مانيثو وهو أول من حدَّد تواريخ حكام مصر الفراعنة وقسَّم التاريخ المصري حسب الأسرات ، وهو ذات التصنيف الذي نستخدمه حتى يومنا هذا.
8 - زينودوتيس وهو الذى وضع مع علماء اللغة ، أُسس علوم الأدب ، مع تحرير ونقد دقيق للكلاسيكيات ، وعلى وجه الخصوص إلياذة هوميروس الشهيرة، والأوديسا.
9 - بالإضافة إلى 72 مترجماً متخصصاً من علماء هذه المكتبة قاموا بترجمة العهد القديم لأول مرة من العبرية إلى اليونانية ( وهو النص الشهير المعروف باسم السيبتوجينت – أو الترجمة السبعينية للتوراة ) وهو الذى حدث فى الفترة من ( 253 – 246 ق.م. ) بدعوة من الإمبراطور بطليموس الثانى والمعروف باسم ( فلادلفيوس ) ( 284 – 246 ق.م. ) , وقد أشرف على هذه الترجمة ديمتريوس فاليريوس وهو المسؤول عن المكتبة.
10 - كما تمتد قائمة الأسماء العظيمة وأعمالهم الخالدة إلى ما لا نهاية ... وتتضمن علماء عظاماً من أمثال ديوفانتس ، وأبولونيوس ، وهيرون ، بالإضافة إلى العلماء الزائرين مثل أرشيميدس.

ولقد استمرت هذه " المكتبة " قرابة العشرة قرون فى القيام بأهم وأعظم الأعمال الثقافية والتعليمية بل والتنويرية فى كل أرجاء المسكونة , ولتكون بمثابة منهل يروى الفكر ويشبع القلب ويرضى النفس ...

***

من أحرق مكتبة الإسكندرية؟

وعند هذه النقطة نقف أمام رأيان كلا منهما يبعد التهمه (حرق المكتبه ) عن نفسه بألقائها علي الطرف الأخر .
فكان لابد لنا من عرض الرأيان وتحليلهما وذلك من أجل محاولة الوصول للحقيقه
من أحرق مكتبة الإسكندرية؟

الرأي الأول :

تعرضت مكتبة الإسكندرية للحريق ثلاثة مرات , بالإضافة إلى مرتين أخرتين تعرضت فيهما لبعض أعمال التخريب وليس الحرق ... كانتا المرتان الأوليتان على غير عمد , أما المرة الثالثة والأخيرة وهى التى كانت عن عمد وقصد ( سبق الإصرار والترصد ) , وهو نتيجة للجهل بالقيمة الثقافية والعلمية لهذا الصرح العظيم. وإن كانتا المرتين الأوليتين لم يمحيا المكتبة , إلا أن المرة الأخيرة هى التى كانت كالإعصار الذى التهم كل شئ فى طريقه دون تميز بين الصالح والطالح , وهى التى محت وطمست كل ما يرنو بصلة قريبة أو بعيدة لذاك النجم اللامع والذى كان يضئ به اسم مصر عبر التاريخ فى كل أرجاء المسكونة.

ويمكننا الآن أن نسرد تلك المراحل الثلاثة التى مر بها حريق مكتبة الإسكندرية بالتفصيل فيما يلى :

المرة الأولى :

وقعت الكارثة الأولى للمكتبة في عام ٤٨ قبل الميلاد ... وتبدأ القصة عندما دخل يوليوس قيصر مصر وكانت هناك حرب على السلطة بين كل من كليوباترة , وأخيها بطليموس الثالث عشر ... فوقف يوليوس قيصر إلى جانب كليوباترة وانتصر على بطليموس , الأمر الذى أدى إلى ثورة المصريين بثورة عارمة ضد يوليوس قيصر لأنه ناصر كليوباترة ... وهكذا وجد يوليوس قيصر نفسه محاصراً فى البر من المصريين , وفى البحر من أسطول بطليموس , حيث قطعت إمدادات المياة عن قواته التى كادت أن تهلك عطشاً , ولكى يخرج من هذا المأزق , قام بإشعال النيران فى كل السفن الراسية على الميناء , ولقد كان هذا الحريق هائلاً لدرجة أن امتدت ألسنة اللهب إلى الكثير من المبانى المحيطة بالميناء , وكان من ضمنها مخزن المكتبة فى المبنى الواقع على الميناء فى القسم الغربى من المدينة وهو المعروف باسم " الحي الشعبى " ... أى أن الذى أحترق فى هذه المرة هو المبنى الخاص بتخزين الكتب ( وليس المكتبة الأم ).

ولم يكن هذا الحريق قد أضر المكتبة بقدر ما عاد إليها بالنفع ... حيث أن مارك أنطونيو عندما دخل مصر وتزوج بكليوباترا , وإيماناً منه بقيمة مثل هذه المكتبة لمصر التى كانت هى منارة الثقافة والعلم للعالم أجمع , أهدى لها المائتين ألف لفافة التى كانت موجودة فى مكتبة " برجاما " ( أحد مدن آسيا الصغرى ) على سبيل التعويض للخسائر الفادحة التى نجمت عن الحريق بمكتبة الإسكندرية. فباتت مكتبة الإسكندرية أعظم قدراً وأكثر شهرة عن ذى قبل.

المرة الثانية :

والمرة الثانية التى تعرضت فيها مكتبة الإسكندرية للحريق , كانت فى عصر الإمبراطور المسيحى ثيؤديسيوس الكبير ( 378 – 395 م. ) . وكان لهذا الإمبراطور دوراً كبيراً فى نشر المسيحية وإرساء قواعدها ... حيث أصدر هذا الإمبراطور عام 381 م. مرسوماً بجعل المسيحية هى الديانة الرسمية للبلاد , وتم تحويل أكثر من 400 من المعابد الوثنية إلى كنائس. وكان معبد السرابيوم " معبد الإلهة سيرابيس " أحد هذا المعابد.

وتبدأ هذه القصة عندما رأى الوثنيين أن معابدهم تتحول إلى كنائس ... شعروا بالحقد والضغينة على المسيحيين ... فقاموا بإشعال الحرائق داخل المعبد حتى لا يستولى المسيحيين على تراثهم ولا يتسنى لهم الاستفادة بشئ من محتوياته ... وكان ضمن محتويات هذا المعبد " المكتبة الصغرى " فطالها الحريق.

ولقد كانت هذه المكتبة تضم نسخ من المجلدات الموجودة فى المكتبة الأم , ولم تكن هى نسخ أصلية ... " وربما هذا ما يدعيه بعضاً من الكتاب غير المدققين , بأن المسيحيين وعلى رأسهم البابا ثاؤفيلس البطرك الـ ( 23 ) من باباوات الإسكندرية فى عام 391 م , وبأمر من الإمبراطور ثيؤديسيوس المسيحى ... هم الذين أحرقوا المكتبة "

ولكن فى حقيقة الأمر ما هذا إلا مغالطة تاريخية , حيث لا يمكن للمسيحيين أن يحرقوا المكتبة وذلك للأسباب الآتية :
1 – إن أعمال العنف المتمثلة فى الحرق والنهب والسلب وحمل السيوف هى ليست من مبادئ المسيحية ولا من ثمار الإيمان المسيحى التى هى محبة فرح سلام.
2 – كان المسيحيون يقدرون العلم والفلسفة , بل وصل بهم حد التقدير أن حسبوا فلاسفة الوثنيين فى عداد الأنبياء , واعتبروهم هم أنبياء الوثنية , رغم أن كتاباتهم ومعتقداتهم تخالف , بل وفى بعض الأحيان تعارض وتهاجم الكتابات والمعتقدات المسيحية.
3 – لقد ضمت المكتبة بعد دخول المسيحية العديد من الكتب المسيحية , فهل يعقل أن المسيحيين يحرقوا تراثهم الدينى أو كتبهم المقدسة , خاصة وأن هذه المكتبة هى أول من قام بترجمة العهد القديم من الكتاب المقدس من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية ( وهى المسماة بالترجمة السبعينية Septuagint ).
4 – إن ما تم حرقه فى هذه المرة هو المكتبة الصغرى وليست المكتبة الأم.
5 – يذكر ثلاثة من أهم المؤرخين القدامى وهم سوزومين , وثيودريت , وروفينوس بأن المكتبة كانت موجودة فى القرنيين الرابع والخامس. أى بعد التاريخ المذكور.
6 – فى بحث عن معبد السرابيوم بالإسكندرية أعده البابا كيرلس مقار بطريرك الأقباط الكاثوليك والذى كان رئيساً للمجمع العلمى المصرى بالانتداب ... ذكر بأن مكتبة الإسكندرية لم يحرقها الإمبراطور الرومانى , ولم يخربها البابا ثاؤفيلس ... بل أن طوال القرن الخامس وحتى أواخر القرن السادس كانت المكتبة موجودة.
7 – ذكر بعض المؤرخين أنه عندما أتى الفرس لغزو مصر وأرادوا دخول الإسكندرية ... ( أن طالباً من إقليم البحرين اسمه " بطرس " كان مقيم بالإسكندرية حيث كان يدرس العلم فى مكتبة الإسكندرية الشهيرة ... هو الذى أرشد الفرس إلى مواطن الضعف فى سور المدينة ليدخلوا منه ) ... وعلى هذا فإن مكتبة الإسكندرية كانت مازالت موجودة وتقوم بدورها حتى الغزو الفارسى , أى قبيل الغزو الإسلامى ببضعة سنوات.
8 – ذكر بتلر فى كتابه ( فتح العرب لمصر ... ترجمة محمد فريد أبو حديد ) عندما كتب عمرو بن العاص إلى أمير المؤمنين يصف له مدينة الإسكندرية , فكتب يقول ...
" ... ولنصف بعد ذلك السرابيوم وهو طائفة من الأبنية ذات جمال رائع كان لها أثر عظيم فى نفوس العرب ...
ولنرى من هذا أن السرابيوم كان موجود وقت الغزو العربى لمصر.

وعلى هذا فما يجب أن نركز عليه هو أن الأقباط لم يحرقوها ( المكتبة الصغرى ) , بل أن الوثنيين أنفسهم هم من قاموا بحرق المكتبة حيث كانت ضمن محتويات المعبد الذى أشعلوا فيه النيران. وبالإضافة إلى هذا فإن ما حرق من المكتبة هو المكتبة الصغرى , فى حين أن المكتبة الأم والرئيسية كانت لا تزال موجودة ولم يمسسها أى ضرر لوقوعها داخل الحى الملكى. ولكن تم حرقها بالكامل على يد عمرو بن العاص بناء على فتوى من عمر بن الخطاب إبان الغزو الإسلامى للبلاد كما سيجئ بالتفصيل فى المرحلة التالية.

المرة الثالثة :

كما سبق وذكرنا بأن المكتبة تعرضت للحريق على ثلاث مراحل , وشمل الحريق الأول مخزن المكتبة , وطالت ألسنة نيران المعبد فى الحريق الثانى المكتبة الصغرى ... أما الحريق الثالث فهو ما كان عن عمد وقصد , وقد تناول المكتبة الرئيسية أو المكتبة الأم ... وهو ما حدث فى منتصف القرن السابع الميلادى وبالتحديد فى عام 642 م. , حيث قام أبن العاص بناء على فتوى من الخليفة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بإحراق هذا الصرح العظيم وأشعل النيران فى أمهات الكتب , وهى التى لا يدرك قيمتها العظيمة إلا من نهل من نهر العلم والثقافة , ليجور على حق البشرية فى أن تسير فى النور مهتدية بمصباح العلم الذى يبدد غياهب الظلام من حولها , لتسقط الإنسانية فى هوة سحيقة من الجهل والظلام العلمى.

وقبل أن نعرض لتفاصيل هذا الحادث المروع سأقتبس بعضاً من أقوال المؤرخين والكتاب المسلمين لكى تكون لنا خلفية تاريخية عما سنتحدث عنه , أو بلغة المعماريين تكون حصيرة نبنى عليها أسس الحديث ...

وأول هؤلاء هو العلامة ابن خلدون فى كتابه ( مقدمة ابن خلدون ) حيث يقول فى ص 194 كاشفاً الستار عن بعض خصال العرب ...
" العرب إذا تغلبوا على الأوطان أسرع إليها الخراب والسبب فى ذلك إنهم امة وحشية باستكمال عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقاً وجبلة ... "
ثم يقول لنا فى موضع أخر من نفس الكتاب عن خصال العربى ...
" ... انه لا يطيق أن يرى حضارة مزدهرة وانه يميل إلى تخريبها كلما سنحت له الفرصة , وكان الجنود الذين صحبهم عمرو بن العاص فى فتوحاته فى مصر من البدو القح الذين لم تهذبهم الحضارة والمدنية بعد , ومن ثم فإنهم لم يقدروا الكتب والمكتبات حق قدرها ".
كما أنه يكشف لنا عن سابقة للعرب فى حرق الكتب فيقول ...
" ... أن للعرب سابقة حرق جميع كتب الفرس بإلقائها فى الماء والنار ... " ... الأمر الذى يؤكد وصمة العاص فى حرق مكتبة الإسكندرية.

ثم تأتى الدكتورة سناء المصري وتقول فى كتابها ( هوامش الفتح العربى لمصر ص 120 ) ..
" ربما كان الحرق أو التهديد بالحرق أكثر وسائل عمرو بن العاص الموجهة ضد مقاومة العزل من سكان المدن.. ".

ويستكمل الصورة الدكتور شعبان خليفة فى كتابه ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء ص 107 ) فيقول ...
" ... وأنظر إلى صلاح الدين الأيوبى نفسه عندما أمر بتدمير المكتبات الفاطمية فى مصر سواء بيت العلم أو مكتبات القصور , وكيف أن جنوده كانوا ينزعون جلود الكتب ليصنعوا منها نعال وأحذية لهم , ونفس صلاح الدين الأيوبى فعل بمكتبات الشام نفس ما فعله بمكتبات مصر , حتى قيل أن المجموعات التى دمرها قد بلغت فى مصر والشام نحو أربعة ملايين مجلد ".

والآن !!! وبعد تلك المقدمة التمهيدية التى لعلها تكشف لنا عن بعض الخصال التى تميز بها العرب إثناء غزواتهم التى فتحوا بها البلاد يمكننا أن نستعرض تفاصيل هذا الحادث كما دونه عظماء مؤرخى العرب والمسلمين ...

1 – كان أول من تعرض لحرق العرب لمكتبة الإسكندرية هو الرحالة الفارسى والطبيب المشهور عبد اللطيف البغدادى الذى عاش فى الفترة ما بين ( 557 - 622 هـ. ) ... وقد زار هذا الرحالة مصر فى نهاية القرن السادس الهجرى , وكتب عن أثار مصر وحوادثها فى كتاب أسماه ( الإفادة والإعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة فى مصر ) ففى ص 28 من هذا الكتاب , كتب هذا الرحالة ويقول ...
" ... وأرى أنه كان الرواق الذى يدرس فيه أرسطو طاليس وشيعته من بعده وانه دار العلم التى بناها الإسكندر حين بنى مدينته وفيها كانت خزانة الكتب التى أحرقها عمرو بن العاص بإذن عمر رضى الله عنه ".
ولعل ذكر البغدادى لهذا الحادث بهذا الشكل المختصر دون تفاصيل , يدل على أن هذه القصة كانت شائعة ومتداولة فى هذا العصر , وليس هناك ما يدعو للخوض فى تفاصيل.

2 – ثم يأتى ابن القفطى وهو مؤرخ مسلم مصرى عاصر البغدادى , وقد ولد فى مصر بمدينة قفط وعاش فى الفترة ما بين ( 565 – 646 هـ. ) وقد تعرض ابن القفطى للحادث بشىء من التفصيل فى كتابه ( أخبار العلماء فى أخيار العلماء ) وهو ما ذكره جورجى زيدان فى كتابه ( التمدن الإسلامى ص 42 – 43 ) ... وكانت البداية عندما علم يوحنا الفراماطيقى وكان هذا أحد علماء الروم القاطنين بالإسكندرية , حيث علم بأن ابن العاص ينوى حرق المكتبة , فتقدم إليه وطلب منه أن يمنحه محتويات المكتبة من لفائف ورقوق. حيث كان يوحنا قد اعتزل الحياة وانكب على الدراسة والمطالعة , وهو الذى يعرف بحق قيمة هذه الثروة العظيمة. فظنه العاص معتوهاً لأنه يبحث عن أوراق بالية. فكتب ابن القفطى يقول ... } قال يحى النحوى للعاص ( يقصد به يوحنا الفراماطيقى ) ... " انك قد أحطت بحواصل الإسكندرية وختمت على كل الأجناس الموصوفة الموجودة بها , فأما ما لك به انتفاع فلا أعارضك فيه , وأما ما لا نفع لكم به فنحن أولى به , فأمر بالإفراج عنه " , فقال عمرو ... " وما الذى تحتاج إليه ؟ " , قال ... " كتب الحكمة فى الخزائن الملوكية , وقد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتاجون إليها ولا نفع لكم بها ... وهذه الكتب لم تزل محروسة , محفوظة ... " , فقال عمرو ... " لا يمكننى أن أمر فيها إلا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب " , وكتب إلى عمر وعرفه بقول يحى الذى ذكر واستأذنه فى ما الذى يصنعه بها , فورد عليه كتاب عمر يقول فيه ... " وأما الكتب التى ذكرتها فإن كان ما فيها ما يوافق كتاب الله ففى كتاب الله عنه غنى , وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة إليها . فتقدم بإعدامها " , فشرع عمرو بن العاص فى تفريقها على حمامات الإسكندرية وإحراقها فى مواقدها , وذكرت عدة الحمامات يومئذ وأنسيتها فذكروا أنها استنفذت فى مدة ستة أشهر , فاسمع ما جرى وأعجب " {{

3 - وهذه القصة أيضاً يؤكدها المؤرخ العربى أبو الفرج المالطى فى كتابه ( مختصر الدول ص 180 ) فكتب ... }} قال يحى النحوى للعاص ... " لقد رأيت المدينة كلها وختمت على ما فيها من التحف ولست أطلب إليك شيئاً مما تنتفع به بل لا نفع له عندك وهو عندنا نافع " , فقال له عمرو ... " ماذا تعنى بقولك ؟ " , قال يحى ... " أعنى بقولى ما فى خزائن الروم من كتب الحكمة " , فقال عمرو ... " إن ذلك أمر ليس لى أن أقتطع فيه رأياً دون إذن الخليفة " , ثم أرسل كتاباً إلى عمر يسأله فى الأمر , فأجابه عمر قائلاً ... " وأما ما ذكرت من أمر الكتب فإذا كان ما جاء بها يوافق كتاب الله فلا حاجة لنا به , وإذا خالفه فلا إرب لنا فيه . فإحرقها " , فلما جاء هذا الكتاب إلى عمرو أمر بالكتب فوزعت على حمامات الإسكندرية لتوقد بها , فمازالوا يوقدون بها ستة أشهر, فاسمع وتعجب " {{

4 – ثم يعرض لنا أيضاً المؤرخ المسلم العربى الشهير ( المقريزى ) فى كتابه ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) فى حديثه عن عمود السوارى فى ص 159 فكتب يقول ... "... إن هذا العمود من جملة أعمدة كانت تحمل رواق أرسطاطاليس الذى كان يدرس به الحكمة وانه كان دار علم وفيه خزانة كتب أحرقها عمرو بن العاص بإشارة من عمر بن الخطاب رضى الله عنه ... ".

* لقد ذكر المستشرق جيبون Gibbon بأن عدد الحمامات التى تغذت على مكتبة الإسكندرية طيلة ستة أشهر كان أربعة آلاف حمام ... فلك أن تتخيل الكم الهائل من الكتب التى تظل تتغذى عليها أربعة آلاف حمام طيلة ستة أشهر ... كم يكون ؟؟؟ ".

ومن الدلائل التى يدعم بها كتابنا فى العصر الحديث هذه الحقيقة كما رآها المؤرخين ما يلى :

1- يقول د. شعبان خليفة فى كتابه ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء ) ... " إن عمر بن الخطاب يمكن أن يكون فعلاً قد أصدر تعليماته المذكورة بحرق المكتبة والكتب باعتبارها من تراث الوثنية , وقد أراد بحسه الدينى أن يجنب المسلمين كل ما يفتنهم فى دينهم ... "


غدا بإذن الله الرأي الأخر لحريق مكتبه الإسكندريه



</FONT>


عدل سابقا من قبل عطر المطر في الخميس يونيو 30, 2011 2:39 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عطر المطر
اداة الموقع
اداة الموقع
عطر المطر


عدد الرسائل : 1388
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

بس الله اول موضوع عن بلادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس الله اول موضوع عن بلادي   بس الله اول موضوع عن بلادي Icon_minitimeالخميس يونيو 30, 2011 2:33 pm

أما الرأي الأخر:


وفي هذا الرأي يرد الكاتب علي كاتب أخر في هذه المسألة
( حريق مكتبة الإسكندرية ... من أجل الحقيقة والمنهج العلمي ! )
( كتب الدكتور نبيل شرف الدين أبو ستيتة ، مقالا يطعن فيه على الخليفة الراشد عمر الفاروق رضي الله عنه ، وكانت أدوات هذا الدكتور ، مجموعة من النفايات التي بثتها بقايا الحروب الصليبية ، وأحقاد تغلي في قلوب أحبابه بعض متعصبي الأقباط ، وبعض كتب التأريخ التي لا سند فيها ولا توثيق !
ثم جاء كثير من الشيعة يهرعون كالرخم وقد تجمعوا ناصرين ومؤيدين - للأسف - هذه الكتابات التي صادقت هوى بل مرضا في قلوبهم ، فكانوا كطيور الرخم هوت على الجيف والمزابل ، أعلى الفاروق يا شيعة تتآمرون ؟! )
( لله ... ثم للحقيقة والتاريخ )
نص الرد على مزاعم الدكتور من موقع هجر :
طال النقاش ، ودار واستدار ، بعيدا عن التحقيق العلمي ، ثم أراه نزل للمهاترات !
كتبت ردا على ما يقوله الدكتور نبيل شرف الدين ، عبارة عن شهادات من قبل بعض المستشرقين ، ورايت الدكتور قد أنزعج منها ، ولم يرضى بإراد تلك الشهادت التي زعم أننا لا نقبلها منه لو أتى هو بها .
ولذلك وبعد طلبنا الملح بأن نرجع جميعنا للمنهج العلمي والتوثيق التاريخي ، طالبت الدكتور نبيل شرف الدين بأن يظهر مصادره الأصلية ، أو أن يأتي بسند الحكاية .
وتفضل الدكتور مشكورا بتقديم مصادره ( هناك فرق بين المصادر والمراجع ! ) وعلى ذلك سوف نقيّم تلك المصادر التي قدمها الدكتور :
وستكون مناقشتنا لرواية ( حريق مكتبة الإسكندرية ) من خلال ما يلي :
* أولا : تحقيق مصادر القصة والبحث في سندها .
أحال الدكتور نبيل قصته إلى :
- أبو الفرج المعروف بابن العبري !
- وعبداللطيف البغدادي !
وكانت هذه الإحالة بمثابة مصادر موثقة اعتمد عليها الدكتور في نسبة حادث الحريق إلى عمربن الخطاب رضي الله عنه .
ونحن نثير هنا مجموعة من التساؤلات :
* متى حصلت حادثة الإحراق المزعومة ؟
الجواب : عندما فتحت مصر سنة ( 642م ) بقيادة عمرو بن العاص .
* من هو أقدم مؤرخ ذكر تلك الحادثة ؟
الجواب :
- المؤرخ ابن العبري : غريغوريس أبو الفرج بن هرون ، كان أبوه يهوديا تنصر ، ولد سنة ( 1226 - وتوفي سنة 1286م ) في مدينة مراغة من أعمال أذربيجان .
نصب أسقفا لليعاقبة ، في مدينة حلب ، وإلى ارتقى إلى رتبة ( جاثليق ) على كرسي المشرق سنة 1264م .
- المؤرخ عبداللطيف البغدادي : ولد سنة ( 1162 - 1231م )
- المؤرخ علي بن يوسف بن ابراهيم القفطي : ولد سنة ( 1172 - 1248م ) .
وعليه نقول :
* إن إحراق المكتبة المزعوم تم سنة ( 642م ) ، وأقدم مؤرخ عربي ذكرها كان ما بين ( 1172 - 1248م ) !
يعني ذلك أنه بين حادثة الإحراق وأقدم تأريخ عربي للحادثة تقريبا ( 606 ) سنوات !!!
( المنهج العلمي وتطبيقاته على حادثة الإحراق )
ونحن هنا نتساءل :
- بحجم هذه الحادثة الفضيعة والخطيرة ، والتي تتوافر جميع مقومات التأريخ لها وفيها ، لا نجد من يؤرخها إلا بعد 606 ) سنوات ؟!
ولذلك نحن مضطرون لتطبيق المنهج العلمي التاريخي على هذه الحادثة من خلال هذه المصادر ... ولذلك نقول :
هناك إنقطاع رهيب ومخيف بين وقت الحادثة والتأريخ ، وهذا يدعونا لأن نتساءل :
* هل كان ابن العبري والقفطي والبغدادي ، ممن شاهدوا الحادثة بأنفسهم وأرخوها ؟
- الجواب : لا .
* ما هو المصدر الذي أستقى من هؤلاء تلك الحادثة ، بحكم الفترة الرهيبة بين حادثة الإحراق وبين تأريخهم لتلك الحادثة في كتبهم ؟
- الجواب :لا يوجد مصدر منصوص عليه ، بل رجح كثير من أهل الاختصاص في البحث أنهم أخذوا معلوماتهم من مصدر مجهول ضائع معاد للمسلمين .

* إذن لم يعتمد هؤلاء على مشاهدة عينية ، ولا على مصادر معتمدة ، فلا بد من أنهم نقلوا تلك الحادثة عن طريق سند متسلسل بالثقات ، يحدث بعضهم بعضا حتى منتهى وقوع الحادثة ، ونحن دورنا البحث في سلسلة السند وتمحيصها ، فما هو سند تلك الرواية التاريخية ؟
- الجواب : لا يوجد أي سند لهذه الرواية قدمه أحد من هؤلاء !
وبعد ذلك كله .... نقول :
* هل يبقى قيمة علمية أو منهجية أو تاريخية ، لتلك الرواية ؟
- الجواب : لا ... بكل تأكيد ، لأنها لم تتوفر فيها أقل درجات التوثيق التأريخي ، فلا مشاهدة عينية ، ولا اعتماد على مصدر موثق أو منصوص عليه ، ولا إسناد للحكاية !
فأي قيمة لمثل تلك الرواية ؟!
* ثانيا : دلالات حول القصة من وجهة مختلفة .
مما يؤسف له أن يصر دكتور ( أكاديمي حاصل على ماجستير ودكتوراه ) على تلك الحادثة ولما يكلف نفسه أقل جهد علمي أكاديمي من أجل الشهادة التي يحملها !
في البدء ماذا كان ؟
في البدء قالت تقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة :
( ان هذا الانحطاط الفكري السادر يبين مدى إلحاح الغرب على إلصاق الإحكام المسبقة الظالمة بالعرب، ومدى استمتاعة غيا بتزييفة لحقاق التاريخ ، متفننا يخرق ماشاء من المحال ، سخيا
بتفاصيل لاأساس لها سوى الخيال ، بحيث تدفن الحقائق التاريخية كما يود البعض فيما يبدو
الى أبد الابدين دفنا ، على الرغم من تعدد محاولات فرادى المؤرخين المنصفين ،كشف ذلك
الزيف المبين . اننا في عام 1989 نرى القوم في المانيا يغضون النظر عن الحقائق التاريخية
السافرة لكل ذى عينين ، ويروجون من جديد ، في رضا وقتناع ، واستنكار أخلاقى ، خرافية
الحرق الهمجى للتراث الانسانى ، والتى اختلقها وروج لها روح الحروب الصليبية في القرن
الثالث عشر الميلادى ، حيث زعم أحد النصارى العرب أن عمرو بن العاص حرق المكتبة
التى كانت في قيصرية بالاسكندرية ، ولايخجل القوم هنا من افتئاتهم على خليفة المسلمين عمر
بن الخطاب المشهود له بأنه من، أعظم مؤسسى الدول ، وأجلهم قدرا وكفاءة وعبقرية ، ويتهمونة
بالسذاجة وضيق الافق ، والجهل الذى لاجهل بعدة .
ان تلك الكلمة المنسوبة ظلما الىعمر ،المعروف بثاقب نظرة ، تدل على جانب كبير من بلادة
الذهن ... )
( الله ليس كذلك - ص65 ، تحت فصل بعنوان : حريق مكتبة الإسكندرية الكبرى )
بهذه الكلمات الرائعة من تلك المستشرقة أبدا حديثي مع الدكتور نبيل شرف الدين .
كما مر يا دكتور ، تبين لك علميا - إن كنت بعيدا عن تأثير الحروب الصليبة - أنه لا قيمة لتلك الرواية التي لا سند لها ولا مصدر !
ولكن ... دعنا ندردش قليلا في تلك الحادثة من وجة آخر :
يذكر ( بتلر ) : أن يوحنا - الذي ينسب له ابن العبري هذه القصة - هذا مات قبل الفتح الاسلامي لمصر بثلاثين أوأربعين سنة .
ولو كانت الرواية صحيحة ، لذكرها ( أوتيخا ) المؤرخ المعاصر للفتح الاسلامي لمصر ، والذي وصف فتح مصر باسهاب .
ــ الأولى سنة 48 ق.م على أثر احراق أسطول يوليوس قيصر .
ــ والثانية في عهد القيصرتيودوسيس ، وذلك سنة 1391م ، فنسجت هذه الرواية على منوال
الحريقين السابقين .
زار ( أورازيوس ) الإسكندرية في أوائل القرن الخامس الميلادي ، فذكر أن رفوف المكتبة خالية
من الكتب عند زيارته ( ينعق فيها البوم ) بعد أن نال الأمر الامبرطوري باتلافها .
تقول الدكتورة زيغريد هونكة :
( الحق الذى لامراء فيه أن المجتمع العلمى ،الذى ضم أكاديمية الاسكندرية التى شيدها الملك بطليموس
الأول سوتر عام 300 ق.م. كان مصدر اشعاع علوم الاغريق الهلينية ،بمكتبتة الضخمة التى حوت
قرابة مليون مخطوطة ،قيل انها جمعت كل ماكتب باللغة اليونانية على أن ذلك المجمع العلمى الشامل لكافة أنواع العلوم والمعارف وقتذاك كانت السنة النيران قد أتت علية عام 47 ق م. ، ابان
حصار قيصر للاسكندرية ، ثم ان كليوباترة أعادت تشيد المكتبة وتزويدها بعدد لايستهان به من
المخطوطات من مكتبة برجمانون المصرية .
على أن القرن الثالث الميلادى كان بداية التدمير المخططة :
ــ فترى القيصر كار اكلا يلغى الاكاديمية ويحلها ،ويسفك دماء علمانها فى مذبحة وحشية فظيعة ...
ــ كما أن البطريرك النصرانى عام 272 يغلق المجتمع ويشرد علماه آمر بحرق ( مؤلفات الكفرة )
فيبيدها المشتعلون حماسا دينيا من النصارى ...
وفى عام 366 يحول القيصر فالنس ( السيزار يوم ) الى كنيسة وينهب مكتبتة ويحرق كتبها ، ويضطهد فلاسفتة ويلاحقهم بتهمة ممارسة السحر والشعوذة ...
وفى عام 391 ـــــ مواصلة استئصال شأفة الكفرة ــ أى غير النصارى ـ يفلح البطريرك ثيوفيلوس
فى الحصول على اذن القيصر ثيودوزيوس لهدم ( السرابيوم ) كبرى الأكاديميات وآخرها ،وموئل
حكمة العصور القديمة ،والقبلة الذائعة الصيت يحج اليها طالبو الحكمة من كل صوب ،ويترك
مكتبتها بما حوتة من ثلاثمائة ألف مخطوطة نهبا للنيران ،قرير العين بتشييده ديرا وكنيسة على
أنقاضها....
ـ أما ما نجا ومن نجا فقد أمسى غرضا لعصابة نصرانية من الغلاة المراهقين انتشرت في القرن
الخامس الميلادى تولت مواصلة نصرانية تدمير علوم الكفرة وفلسفتهم وتحطيم مراكز ثقافتهم وآثارهم ومكتباتهم والهجوم على علمائهم ، كما اعترف بذلك في وقاحة ودون خجل سيفروس الأنطاكي - الذي صار فيما بعد بطريرك القبط وكذا صديق له .
هكذا نرا أن المكتبات القديمة في مصر جميعا لم يكن لها أى وجود أيام دخول العرب الاسكندرية
عام642 .
فما بالك بزعم الغرب أن رماد الجمر المتبقى من حرق مئات الآلاف من المخطوطات الاغريقية
التى ضمتها مكتبة الموسيون ، والتى كانت كبرى المكتبات المحتوية على ذخائر الآداب القديمة
والتى حرقها العرب كما يصر الغرب في زعمة ــ قد استغله العرب وقودا في الحمامات العامة
طوال ستة أشهر !!! ) .
( الله ليس كذلك - ص65 ، تحت فصل بعنوان : حريق مكتبة الإسكندرية الكبرى ) .
قال البروفيسور ألفرد بتلر : ( لايمكن الشك بهذه المسألة أكثر من هذا ) .
قال ( غوستاف لوبون ) :
( وأما إحراق مكتبة الإسكندرية المزعوم فمن الأعمال الهمجية التي تأباها عادات العرب المسلمين .. ولا شيء أسهل من أن نثبت بما لدينا من الأدلة الواضحة أن النصارى هم الذين أحرقوا كتب المشركين في الإسكندرية قبل الفتح العربي الإسلامي ) .
( حضارة العرب - 213 )
وقال ( ريسلر ) :
( اعتبر حريق الإسكندرية أسطورة ) ( حضارة العرب - 101) .
المؤرخ الإنجليزي الكبير - نقلا عن العقاد - إدوراد جيبون ( Gibbon) صاحب كتاب
( الدولة الرومانية في انحدارها وسقوطها ) يسرد ويعقب على حادثة مكتبة الإسكندرية المزعوم :
( أما أنا من جانبي فانني شديد الميل إلى انكار الحادثة وتوابعها على السواء ، لأن الحادثة لعجيبة في الحق كما يقول مؤرخوها ، إذ يسألنا هو أن نسمع ما جرى ونعجب !
وهذا الكلام الذي يقصه أجنبي غريب يكتب على تخوم ميدية بعد ستمائة سنة يوازنه ويرجح عليه لا شك سكوت اثنين من المؤرخين كلاهما مسيحي ومصري ، وأقدمهما البطريق يوتيخيوس الذي توسع في الكتابة عن فتح الاسكندرية .. )
والدكتور الفرد بتلر المؤرخ الانجليزي الذي أسهب في تاريخ فتح العرب لمصر والاسكندرية يلخص الحكاية وينقضها ، ثم يأتي بأدلة قوية وتاريخية في نسف القصة من أصلها !
والمستشرق ( كازانوفا ) يسمى الحكاية اسطورة ، ويقول إنها نشأت بعد تاريخ الحادثة بستة قرون !
يقول الأستاذ العقاد :
( من جملة هذا العرض لآراء نخبة من الثقات في هذه المسألة يحق لنا أن نعتقد أن كذب هذه الحكاية أرجح من صدقها ، وأنها موضوعة في القرن الذي كتبت فيه ولم تتصل بالأزمنة السابقة بسند صحيح ، وربما كانت مدسوسة على الرواية المتأخرين للتشهير بالخليفة المسلم ! )( عبقرية عمر - 207 ) .

* ثالثا :ماذا عن الغرب والنصارى .
في المقابل الذي نجد فيه الدكتور متحمس في إثبات هذه الشنيعة على الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه ومعه للأسف كثير من الشيعة ، نجده يسكت عن الفضائع الموحشة للكنسية والغرب من العلم والعلماء !
قال ( كوندي ) في تاريخه :
( إن مسيحي إسبانية لما استولوا على قرطبة حرقوا كل ما طالت إليه أيديهم من مصنفات المسلمين ، وعددها مليون وخمسون ألف مجلد ، وجعلوها زينة وشعلة في يوم واحد ، ثم رجعوا على سبعين مكتبة في الأندلس ، وأنشأوا يتلفون كل ما عثروا عليه في كل إقليم من مؤلفات العرب ) .
وقال المؤرخ الغربي ( ربلس ) :
( إن ما أحرقه الإسبانويون من كتب الإندلسيين بغغ الف ألف وخمس آلاف مجلد )
وذكر المؤرخون الغربيون أن الكردينال ( إكسيمينس ) أمر بإحراق ثمانين ألف مجلد في ساحات غرناطة عقيب استيلائهم عليها ، وإنهم قبضوا على ثلاث سفن قاصدة مراكش تقل ما عز على المسلمين أن يخلفوه وراءهم من أسفارهم ، فألقوها في صر الإسكوريال ثم لعبت فيها النيران !
( الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين - 124 ) .
* رابعا : كتب ينصح بالاطلاع عليها .
هناك مئات النصوص الفاجعة والمفجعة والمفجوعة ، أجد نفسي كسولة عن نقلها ، ولكني أحيل عليها للرجوع إليها :
* ( الوثنية والمسيحية ) ألكسندر كرافتشوك .
نبذة عن الكتاب :
( يتلكم عن أحداث الاسكندرية ، من حرق وقتل ونهب قام به البابوات ورجال الدين ، يتحدث عن مجازر يصعب أن تستمر في اكمالها ، ويتكلم بعد ذلك عن تأثر المسيحية بالعقائد الوثنية )
* ( المسيحية والسيف ) المطران " برتولمي لاس كازاس " .
( وثائق إيادة هنود القارة الأمريكية على أيدي المسيحيين الإسبان ، بقيادة رجال الدين ... أفضع ما في الكتاب أنه رواية شاهد عيان ) .
* ( على خطى الصليبيين ) " جان كلود جويبر " .
( كتاب يصف المذابح والمآسي التي حصلت تحت راية الإيمان وباسم الرب يسوع المخلص ) .

* خامسا : ملحق للفصل الكامل من كلام الستشرقة الألمانية .
الكتاب : ( الله ليس كذلك ) .
الفصل : ( حريق مكتبة الإسكندرية الكبرى ؟!) .
( هذه الفرية المزيفة للتاريخ والتى لايراد لها أن تمحى أبدا ...
على الرغم من تكرار تأكيد زيفهاـ تنشرها قبل عام واحد مرة أخرى جريدة يومية المانية كبرى
فتقول بس الله اول موضوع عن بلادي Frownعندما زحف جيش المقاتلين لنشر العقيدة فى حملتة الاحتلالية العاصفة بقيادة عمرو ابن
العاص ، فتح مصر، واقتحم الاسكندرية ، أمر بحرق مكتبتها العتيقة ـ مكتبة موسيون ـ ومابها من
سبعمائة ألف مخطوط ، وأن تتخذ وقودا فى الحمامات ! فأفى بذلك تراث الانسانية العريق ، الذى
تركة لنا الاغريق، وقد قيل انة حينئذ أمر الخليفة عمر (بكلمتة الساذجة وفكره المحدود ) والذى قال:
اما أن يكون فى تلك المخطوطات علم مطابق لما فى الكتاب الذى لاكتاب سواه ـ فاذن لايكون فيها
غناء، ولاداعى لحفظها ، واما أن يكون مافيها مخالفا للقران فيجب حرقها، فالاسلام لايسمح أن يكون هناك سوى كتاب واحد مدون كتاب الكتب أى كتاب الله ،الذى ليس سوى القران".
ما للعرب وذلك الافناء البربرى لتلك المعرفة التى لايكون ايجاد بديل يستعاض به عنها ؟ مالهم
ولذلك التدمير الذى لايزال القوم هنا حتى اليوم هنا حتى اليوم يلحون علية لاثارة النفسوس بغضا
وصب الحقد الوقح قسوة وازدراء ،على أولئك الأجلاف المستخفين بقيم الانسانية النفسية احتقار؟.
الحق الذى لامراء فيه أن المجتمع العلمى ،الذى ضم أكاديمية الاسكندرية التى شيدها الملك بطليموس
الأول سوتر عام 300 ق.م. كان مصدر اشعاع علوم الاغريق الهلينية ،بمكتبتة الضخمة التى حوت
قرابة مليون مخطوطة ،قيل انها جمعت كل ماكتب باللغة اليونانية على أن ذلك المجمع العلمى الشامل لكافة أنواع العلوم والمعارف وقتذاك كانت السنة النيران قد أتت علية عام 47 ق م. ، ابان
حصار قيصر للاسكندرية ، ثم ان كليوباترة أعادت تشيد المكتبة وتزويدها بعدد لايستهان به من
المخطوطات من مكتبة برجمانون المصرية .
على أن القرن الثالث الميلادى كان بداية التدمير المخططة :
ــ فترى القيصر كار اكلا يلغى الاكاديمية ويحلها ،ويسفك دماء علمانها فى مذبحة وحشية فظيعة ...
ــ كما أن البطريرك النصرانى عام 272 يغلق المجتمع ويشرد علماه آمر بحرق ( مؤلفات الكفرة )
فيبيدها المشتعلون حماسا دينيا من النصارى ...
وفى عام 366 يحول القيصر فالنس ( السيزار يوم ) الى كنيسة وينهب مكتبتة ويحرق كتبها ، ويضطهد فلاسفتة ويلاحقهم بتهمة ممارسة السحر والشعوذة ...
وفى عام 391 ـــــ مواصلة استئصال شأفة الكفرة ــ أى غير النصارى ـ يفلح البطريرك ثيوفيلوس
فى الحصول على اذن القيصر ثيودوزيوس لهدم ( السرابيوم ) كبرى الأكاديميات وآخرها ،وموئل
حكمة العصور القديمة ،والقبلة الذائعة الصيت يحج اليها طالبو الحكمة من كل صوب ،ويترك
مكتبتها بما حوتة من ثلاثمائة ألف مخطوطة نهبا للنيران ،قرير العين بتشييده ديرا وكنيسة على
أنقاضها....
ـ أما ما نجا ومن نجا فقد أمسى غرضا لعصابة نصرانية من الغلاة المراهقين انتشرت في القرن
الخامس الميلادى تولت مواصلة نصرانية تدمير علوم الكفرة وفلسفتهم وتحطيم مراكز ثقافتهم وآثارهم ومكتباتهم والهجوم على علمائهم ، كما اعترف بذلك في وقاحة ودون خجل سيفروس الأنطاكي - الذي صار فيما بعد بطريرك القبط وكذا صديق له .
هكذا نرا أن المكتبات القديمة في مصر جميعا لم يكن لها أى وجود أيام دخول العرب الاسكندرية
عام642 .
فما بالك بزعم الغرب أن رماد الجمر المتبقى من حرق مئات الآلاف من المخطوطات الاغريقية
التى ضمتها مكتبة الموسيون ، والتى كانت كبرى المكتبات المحتوية على ذخائر الآداب القديمة
والتى حرقها العرب كما يصر الغرب في زعمة ــ قد استغله العرب وقودا في الحمامات العامة
طوال ستة أشهر !!!
ان هذا الانحطاط الفكرى السادر يبين مدى الحاح الغرب على الصاق الاحكام المسبقة الظالمة بالعرب، ومدى استمتاعة غيا بتزييفة لحقاق التاريخ ، متفننا يخرق ماشاء من المحال ، سخيا
بتفاصيل لاأساس لها سوى الخيال ، بحيث تدفن الحقائق التاريخية كما يود البعض فيما يبدو
الى أبد الابدين دفنا ، على الرغم من تعدد محاولات فرادى المؤرخين المنصفين ،كشف ذلك
الزيف المبين . اننا في عام 1989 نرى القوم في المانيا يغضون النظر عن الحقائق التاريخية
السافرة لكل ذى عينين ، ويروجون من جديد ، في رضا وقتناع ، واستنكار أخلاقى ، خرافية
الحرق الهمجى للتراث الانسانى ، والتى اختلقها وروج لها روح الحروب الصليبية في القرن
الثالث عشر الميلادى ، حيث زعم أحد النصارى العرب أن عمرو بن العاص حرق المكتبة
التى كانت في قيصرية بالاسكندرية ، ولايخجل القوم هنا من افتئاتهم على خليفة المسلمين عمر
بن الخطاب المشهود له بأنه من، أعظم مؤسسى الدول ، وأجلهم قدرا وكفاءة وعبقرية ، ويتهمونة
بالسذاجة وضيق الافق ، والجهل الذى لاجهل بعدة .
ان تلك الكلمة المنسوبة ظلما الىعمر ،المعروف بثاقب نظرة ، تدل على جانب كبير من بلادة
الذهن ؛ فما أطلق المسلمون قط على القران تلك التسمية : ( كتاب الكتب ) وهى التسمية التى
تطلقها النصرانية على الانجيل أخذا عن اليونانية ، وهى الاسلوب المميز لآباء الكنيسة فى التفكير
والتعبير وتظهر مناقضتها للحقائق التاريخية من ثلاثة أوجه :
1ـ أمرالاسلام بتدوين القران ( الكتاب ) فحسب ، فكان في البدء ثمة كتاب واحد منزلا وحيا، بالرغم
من أن النبى أوتى مثله معه ، السنه ، وذلك لتفصيل مجمله وبيانه .
2ـ ان سيرة الخليفه عمر نفسها تناقض هذا الجهل وعدم السماحة اللذين نسبتهما الية تلك المقولة الظالمة المختلفة : فهو نفسة الذى أملى نص المعاهدة أوالعهد مع كافة البلدان المفتوحة : والتى التزم
وفقا لها قائد جيوشه عمرو بن العاص بألايخرب أرض القطر المستسلم ولا زرعه ولا يستبيح ماله
أوعرضة أودمة ، بناء على تنبيهات الرسول ووصاياه التى تحرم السلب والنهب ـــ وهو النص نفسة
الذى أملاه الخليفة عمر في عهد الأمان الذى عقدة مع البطريرك البيزنطى المقوقس في الاسكندرية ،
وهو عهد تتضاءل الى جانب عظمته وحكمتة وسماحته كل عهود الأمان واتفاقيات السلام قبله وبعده
وتتوارى في ظلمه خجلا ... ويحفظ العهد القديم ــ سفر التثنية الاصحاب السابع من: 5ــ 16 وصايا
موسى الى قومه في خروجهم قبل ألف وثمانمائة عام من مصر الى كنعان ، وبالمصادفة في الاتجاه
المعاكس لاتجاه عمرو فيقول : ولكن هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون
سواريهم وتحريقون تماثيلهم بالنار ... وتأكل كل الشعوب الذين ( يهوه ) الهك يدفع اليك . لاتشفق عيناك عليهم ) أجل :على : العكس من ذلك نجد عهد الأمان العربي الذى أملاه الخليفة عمر يسرى
على كافة الذميين ،والذى التزمه القائد عمرو بن العاص كذلك مع بطريرك الاسكندرية ( المقوقس )
المذكور : يسرى هذا العهد على جميع الرعايا النصارى وقسسهم ورهبانهم وراهباتهم ،ويعطيهم الأمان لأنفسهم حيث كانوا ولكنائسهم ومساكنهم وأماكن حجهم والسماح لهم بزيارتها...."
3ـ كان عمر على معرفة تامة بحرص الرسول وحثه على طلب العلم ، ذلك حتى يجد كل مسلم
في طلب العلم ، وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة ،وكان الرسول أسوة حسنة للصحابة والتابعين!فهو الذى حث على طلب العلم ولو من فم الكافر ،ولوبالصين .
ازاء هذه السماحة والانفتاح العالمى للغرف من المعرفة ، مهما كان مصدرها ،تتضح بلاهة الادعاء
المخترع للأمر بحرق الكتب ، بحجة أنة ان ( كان فيها ما يوافق كتاب اللة فلا حاجةالية ) !!!
وعى المسلمون طلب النبى اليهم مسارعين العلم اخلاصا وشغفا ، وقد جاء في القرآن (وقل ربي زدني علما ) سورة طه الآية أربع عشرة ومائة .
والاسلام يشكل الحياة منذ النشأة حتى في المنتهى في كافة المجالات ، غير غافل عن أى من تفاصيلها، وهو نفسه الذى أصدر أولى تعاليمة الى كل انسان للسعى الى طلب العلم .
أية أعباء ألقيت على عاتق الدولة الوليدة ! وأى فقة على كل عاقل مكلف أن يلم بة ليؤدى الفرائض
اليومية ؟ الصلوات وأحكامها وأركانها والصوم والافطار والقبلة وغير ذلك مما يتطلب الماما فلكيا ومعرفة بالقياس والحساب ومايتعلق بذلك .....
لاشك أن العبادات والفرائض أوالواجبات اليومية التى يحرص على أدائها المؤمن المكلف لاتكاد تحصى : مثلا الطهارة والتطهير ، وعلاج المرضى والوقاية لمنع انتشار الأوبئة بين ملايين الناس
فىالمدن ،والبحث عن أدوية جديدة ناجعة في العلاج ،والدأب على تطويرها أو تحسين صنعها وانتاجها ، وطريقة استخدامها وتبيين آثارها....
كل ذلك مرتبط بلا شك بالتزام المسلم للشرع ، أوما أمره به النبى من السعى في طلب العلم .
وأن ( الساعى في طلب العلم فهو سبيل الله حتى يرجع ) و( أن مداد طالب العلم يعد عند الله دم الشهيد ) .
ان هذه الطريقه التى شقها محمد والاسلام ، والمباينه تماما لطريق النصرانيه ، انما مكنت العرب من
ارتياد المسالك والممالك وتقحمها ، فحققوا سبقا أكيدا مابين خمسة قرون الى ستة ، مخلفين أوربا تلهث آنذاك وراءهم .. وأنى لها غير ذلك وقد اقتدت بقول بولص (لأن حكمة هذا العلم هى جهالة
عند الله .. والرب يعلم أفكار الحكماء أنها باطلة ) .
ألم تكن هى التى أدانت الرغبة في طلب المزيد من العلم حتى ان آباء الكنيسة حاربوا العلم والبحث
بحجة أن ذلك ( يجعلهم يتردون في الخطيئة ) مرددين بذلك ماأكده لهم تولليان حيث رغم أنه ( بعد مجيء عيسى ) لايحق لهم ( أن يكونوا محبى استطلاع أو أن يبحثوا في العلوم ! ففي الانجيل
الكفاية ) وأن يكتفوا بالرجوع الى الوحى الانجيلى ، فهو وحده القادر على تزكية الروح وشرحها .
وعكس ذلك في زعمهم صحيح : أى أن المرء ـــ يضل ويسىء استخدام قوى العقل اذن أن تحتم على
الغرب الانتظار طويلا ، حتى تبدأ طيرانها في الغسق بومة منيرفا ، وكانت قبل ذلك بقرون قد حذقت
الطيران في آفاق الشرق مع السحر ، حيث تبين للعرب الخيط الأبيض من الأسود من الفجر )
انتهى كلام المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس
مشرفة عامة
مشرفة عامة
شمس


عدد الرسائل : 1062
تاريخ التسجيل : 21/01/2011

بس الله اول موضوع عن بلادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس الله اول موضوع عن بلادي   بس الله اول موضوع عن بلادي Icon_minitimeالجمعة يوليو 01, 2011 3:11 pm

بارك الله فيكى موسوعة رائعة ومجهوود مميز الى الامااام دائمااا
دمتى بحفظ الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عطر المطر
اداة الموقع
اداة الموقع
عطر المطر


عدد الرسائل : 1388
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

بس الله اول موضوع عن بلادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس الله اول موضوع عن بلادي   بس الله اول موضوع عن بلادي Icon_minitimeالسبت يوليو 09, 2011 12:49 pm

أسعدني تواجدك بمتصفحي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بس الله اول موضوع عن بلادي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثورة الغضب 25 يناير
» ادخلوووووووووو موضوع هام جدا
» موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات فقط
» قصص الأنبياء.... موضوع يستحق القراءة
» يا الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إذاعة صوت الحياة - فنان :: ۞۩ يهتم بالتاريخ والتراث والسياحة العربية ولا عالم ۞۩ :: المكتبة التــأريخية-
انتقل الى: